الاثنين، 13 ديسمبر 2010

مصر تعيد فتح شواطئ شرم الشيخ وفقا لضوابط صارمة





http://kelmetnamag.com/klamlek/kelmetna/images/cms//1cfe97995a8788f344d2053d8f4f105459536.gif.jpgالخراف النافقة والطبيعة الطبوغرافية والسلوكيات الخاطئة وراء هجمات القرش .

شرم الشيخ: يسري محمد
شرعت معظم الشواطئ والقرى السياحية بمنتجع شرم الشيخ المصري في
 



اتخاذ الإجراءات اللازمة بعد ساعات من قرار الحكومة المصرية مساء الأحد بإعادة فتح شواطئ المنتجع بعد هجمات أسماك القرش التي وقعت خلال الأسبوعين الماضيين وأودت بحياة سائحة ألمانية وإصابة أربعة آخرين.


وقال عبد الفضيل شوشة، محافظ جنوب سيناء، في المؤتمر الصحافي العالمي الذي عقده مساء الأحد بشرم الشيخ، إنه «تقرر فتح الشواطئ بشرط التزام أصحاب الفنادق بالضوابط والاشتراطات الجديدة التي وضعتها المحافظة لضمان سلامة السياح الأجانب عند ممارسة رياضة الغوص أو السباحة». وأوضح شوشة أن هذه الاشتراطات تشمل إقامة أبراج عالية على الشواطئ لرصد أي هجمات لأسماك القرش عن طريق غطاسين محترفين يحملون نظارات مكبرة لرصد محاولات اقتراب أسماك القرش، وعمل دوريات بحرية مستمرة باستخدام الزوارق (الزودياك) لرصد أي تغيرات قد تحدث في سلوكها، ذلك بالإضافة إلى ضمان التزام السياح بمناطق السباحة وعدم إطعام أسماك القرش، إلى جانب نشر غطاسين آخرين على كل شاطئ، وضرورة توافر مسعفين مدربين. وأضاف أن فريقا من الخبراء يدرس التأثيرات البيئية والبحرية لإقامة شباك فولاذية حول الشواطئ تحول دون دخول أسماك القرش إلى المياه الضحلة، بينما تسمح بمرور الأسماك الصغيرة.
وأرجع شوشة هجمات القرش إلى قيام إحدى السفن بالتخلص من خراف نافقة عن طريق إلقائها في البحر الأحمر أثناء مرورها في وقت سابق، مما جعلها وجبة دائمة وشهية لأسماك القرش، وعندما قامت السلطات البيئية بتنظيف الشواطئ من هذه الخراف هاجمت القروش السياح بحثا عن الطعام.
وانتهى تقرير الخبراء الأجانب والمصريين الذين تم الاستعانة بهم لرصد أسباب هجمات القرش، إلى أن عمليات الصيد الجائر للأسماك التي يقوم بها الصيادون المصريون كانت سببا في هذه الهجمات، إذ إن هذه الأسماك هي الغذاء الطبيعي لأسماك القرش. هذا إلى جانب الممارسات الخاطئة التي يقوم بها بعض السياح أثناء ممارستهم الغوص، حيث قيامهم بإطعام أسماك القرش، إضافة إلى الطبيعة الجغرافية لمنطقة خليج العقبة، ومياهها الأكثر دفئا، مما يجذب أسماك القرش إليها.
وجاء في التقرير النهائي للجنة الخبراء، بمشاركة 3 متخصصين أميركيين برئاسة جورج برجس، مدير برنامج فلوريدا لأبحاث أسماك القرش، أن تكرار هجمات القرش أمر وارد، فأسماك القرش عنصر من المنظومة البيئية، وما يمكن التحكم فيه هو الحد من معدلات حدوث الهجمات في ظل وجود إدارة تمنع الممارسات الخاطئة. وأوصى التقرير بضرورة الوقف الفوري لجميع الممارسات السياحية المضرة بالتوازن البيئي ووقف اصطياد القروش، والعمل على وقف أعمال الصيد الجائر والتلوث، وإعداد دراسات علمية وخرائط بتحركات أنواع أسماك القرش في البحر الأحمر.
وعلى الصعيد السياحي، قالت مصادر سياحية بجنوب سيناء، إن أفواجا سياحية من روسيا وإيطاليا ألغت حجوزات كانت مقررة لها خلال الفترة المقبلة بشرم الشيخ.
وأضافت أنه تم حتى الآن إلغاء حجز 75 غرفة كان من المقرر أن تستوعب ما بين 100 إلى 130 سائحا.
وكانت الحكومة المصرية قد صرحت في اليوم التالي من هجمات القرش، بأنها قتلت سمكتي القرش المتسببتين في الهجمات، ولكن منظمات مصرية غير حكومية قالت إن سمكتي القرش اللتين اصطادتهما السلطات ليستا من فصيلة سمكة القرش نفسها التي قامت بالهجوم الثاني، وهي من القرش المحيطي ذي الطرف الأبيض.
ويذكر أن آخر هجوم قاتل لسمكة قرش في مصر وقع في يونيو (حزيران) من عام 2009 في شاطئ مرسى علم بمحافظة البحر الأحمر، وراحت ضحيته سائحة فرنسية نزفت حتى الموت على الشاطئ بعد إصابتها في إحدى ساقيها أثناء السباحة.

ليست هناك تعليقات: